203

التحفة الندية شرح العقيدة الواسطية

الناشر

مركز النخب العلمية-القصيم

رقم الإصدار

الثانية

سنة النشر

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م.

مكان النشر

بريدة

تصانيف

والنجباء، والأوتاد، والأقطاب، أو القُطب الواحد، فليس بصحيح عنه ﷺ، ولم ينطق السلف بشيء من هذه الألفاظ، إلا بلفظ (الأبدال)، وقد جاء في الحديث: أنهم أربعون رجلًا، يكونون بالشام، والحديث منقطع ليس بثابت، أخرجه أحمد في مسنده (^١) من حديث علي ﵁.
وليس لأولياء الله شيء يتميَّزون به عن الناس في الظاهر من الأمور المباحات، فلا يتميزون بلباس دون لباس، ولا بحَلْق شعر أو تقصيره أو ظفره، إذا كان مباحًا، كما قيل: كم مِن صدِّيقٍ في قَباء، وكم من زنديقٍ في عَباء، بل يوجد في جميع أصناف أمة محمد ﷺ؛ فيوجدون في أهل القرآن وأهل العلم، ويوجد في أهل الجهاد والسيف، ويوجدون في التجار والصُّنَّاع والزُّرَّاع (^٢).
ما الفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان؟
«جِماعُ الفرق بينهما: اعتبارُهم بموافقة رسول الله ﷺ، فإنه هو الذي فرق الله به بين أوليائه وأعدائه، بين أوليائه السعداء، وأعدائه الأشقياء، وبين أوليائه أهل الجنة، وأعدائه أهل النار» (^٣).

(^١) (٢/ ٢٣١) رقم (٨٩٦)، ولفظ الحديث: «الأبدالُ يكونون بالشام، وهم أربعون رجلا، كلما مات رجلٌ أبدل الله مكانه رجلًا، يُسقى بهم الغيث، ويُنتصرُ بهم على الأعداء، ويُصرف عن أهل الشام بهم العذابُ». والحديث منقطع؛ لأنه من رواية شريح بن عبيد عن علي، وشريح لم يدرك عليًّا.
(^٢) ينظر: الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص (٨ - ٧٢) بتصرف يسير.
(^٣) الفرقان ص (٢٠٢).

1 / 208